قيد المرأة الذي لم ينكسر بعد !

2022-04-05

ريثما يختمر العجين – 119

أول الكلام :

تبقى وسائل التواصل الاجتماعي مرآة حقيقية للمجتمع بكل أطيافه وبكل ثقافاته وبكل علله الاجتماعية والسياسية والثقافية ...الخ، فهي توفر للباحث الاجتماعي فرصة نادرة وجديدة لفحص عينات عشوائية واسعة للتعرف على المجتمع بكل عيوبه وحسناته، لأنها تمنح الحرية بكل ما للكلمة من معنى للتعبير بشكل متساو، وبذلك تلغى القيود وتلغى أغلال العقود الاجتماعية فيظهرِ الإنسان على حقيقته بكل مكنوناته، فهي فرصة للتنفيس وتبادل وجهات النظر وبها ينكشف المجتمع بكل تناقضاته سافراً بدون حجاب، ويظهر الإنسان على حقيقته بدون رتوش حتى وإن تخفّى باسم غير اسمه الحقيقي، ولما كان أسلوب الإنسان خير معبر عن ثقافته وأمكاناته الذهنية والسلوكية وعن أخلاقه فتكون وسائل التواصل الاجتماعي المختبر الواسع والواقعي للإنسان ! ولطالما أتذكر الدكتور علي الوردي الذي بنى نظرياته وآراءه عن طريق المراقبة والرصد والمعايشه.. فلو قُدّر أن يمتد به العمر لاستفاد أيما فائدة من هذه الوسائل الاجتماعية ولربما أضاف لنظرياته نظريات ولربما حذف منها أيضاً ولجعل أحكامه على طبيعة المجتمع العراقي أكثر دقة وواقعية بلا ريب !

***

مرّ قبل أيام عيد المرأة واليوم هو عيد الأم وبذلك تكون البطولة في المناسبتين للمرأة، ولقد قررت أن أفجّر بالونة اختبار بسؤال غير عاديّ، عن حجاب المرأة ولاشك أن الاختبار سيكون للرجل والمرأة وإن كان يخصّ وينصّ على شأن هام من شؤونها ! والملفت أن المرأة كانت قليلة المساهمة عن شأنها في الإجابة حاضرة ولا شك في قراءة السؤال فان اشتركت فيكون اشتراكها صامتاً عن طريق الإيقونات الرمزية المدورة من اعجاب أو قلب أحمر أو استحسان أو حزن أوفرح.. على العموم ! ولا شك أن هذا الشأن ينبىء عن أنها آثرتِ العافية أو أرادت أن تستبين رأي الرجل- بل بشكل أدق الرجال- لتفاوت في الآراء..والسؤال كان على شكل بطاقة بارزة الحروف حاولت أن يكون واضحاً بأقل الكلمات مصيبا للهدف لقرابة خمسة آلاف صديق وصديقة  وقرابة ألفين من المتابعين؛ ودونكم السؤال :

{ المرأة مبعث إغراء للرجل؛ والرجل مبعث إغراء للمرأة؛ فعلامَ تتحجب المرأة ولا يتحجب الرجل ؟!}

وكان الهدف اضافة لمعرفة مكانة المرأة في مجتمعنا العراقي هو أن أستجلي كيف يفكر الرجل، هل يعتمد النص أي نص دينيّ أم يعتمد إعمال العقل في النص وباختصار ماهو نصيبنا من العقل إزاء النقل ؟!

كانت النتائج كالآتي بخصوص المشاركة بالتقويم :

المشاركون : عددهم 85 منهم 11 من النساء :

 الإعجاب ( لايك) 69 منهم 10 نساء .

فرح (ضحك) 11 منهم صفر (0) نساء

الامتياز (قلب أحمر) 4 منهم 1 إمرأة واحدة .

الاستحسان 1 فقط المرأة (0)

أما المداخلات والتعقيبات فقد بلغت 127، معظمهم من الرجال، الأغلبية المطلقة مع التفكير العلمي أي العقل الذي لا يعتمد النص وعددهم 123، وأقلهم من أصحاب الفكر السلفي 4 ممن يعتمد الآيات القرآنية والحديث .

سآتي على اقتطاف أهم الآراء التي اعتمد أصحابها العقل والاجتهاد دون ذكر الأسماء، مشارك (م)  وتعقيبي عليها (خ) وسأتجاوز كلمات الإطراء :

(م) مجتمع ذكوري هو الذي يصنع الأفكار . المرأة من صناعة الرجل وهو الذي يسيء إلى صناعته .

(خ) أتفق مع تعليلك .. ففي ظل علاقات متخلفة من الانتاج الذي يسوده الفوضى أي بين عبودية ورعوية وزراعية بدائية وتخلف في الانتاج الضناعي والخضوع لتقليدية وسيادية للفكر الغيبي والعشائري يفرز الهيمنة الذكورية .

(م)

هناك الكثير من الشواهد التاريخية التي تؤكد أن أصل الحجاب كان عادات مجتمعية لنساء اليهود ..

من الناحية الفقهية، مؤكدا أنه ليس فريضة إسلامية لكن تفسير الآيات بمعزل عن ظروفها التاريخية وأسباب نزولها أدى إلى الالتباس وشيوع مفهوم خاطئ حول حجاب المرأة في الإسلام والمقصود به غطاء الرأس الذي لم يُذكر لفظه في القرآن على الإطلاق .

في حين أن جل المفسرين رفضوا إعمال العقل واقتبسوا النصوص الدينية في غير موقعها، وأن كل واحد من هؤلاء فسرها إما على هواه بعيداً من مغزاها الحقيقي، وإما لنقص في القدرات التحليلية لديهم وهو ناتج عن آفة نفسية، والسبب في ذلك يعود إلى تعطيل العقل والنزوع إلى النقل رغم أن المجتهد ينال حسنة من حتى وإن أخطأ كما يدعون .

والسبب في ذلك يكمن في قاعدة النقل قبل العقل المعتمدة عند مشايخ الدين .

نعم هناك آيات خصت بنساء الرسول وأخرى اقتصرت على ستر النحور ليس الّا ....

لكنها فسرت حسب الأهواء .

 

(خ) ليس الحجاب فريضة لأي دين أو معتقد، بل اللباس وفق البحوث الانثربولوجية والاركيولوجية محصلة مرهونة زمكانيا، أولاً بالمكان بفرض المناخ، ثم يتبدل من ناحيتي الضرورة والجمال .

وهناك دراسات وأطاريح أزهرية خلُصت الى أن الحجاب ليس بفرض . وما يجدر ذكره أن الرسول لقّب مداعباً الشاعرة تماضر بالخنساء لخنس مُحبَب في أنفها ! .

وفي الحقيقة يروى أن المرأة في العراق وتحديداً في المدن الكبيرة حتى عشرينيات القرن المنصرم تتلفع بعباءتين، مع قماش حفيف يتدلى على الوجه يسمى البوشي!

في حين كانت في العصور السالفة قبل الإسلام وبعده، تلقي المرأة بالخمار على رأسها وكتفيها ما يزيدها جمالا، ولا أدل على ذلك من قصيدة مسكين الدارمي :

قل للمليحة بالخمار الأسود – ماذا فعلت بزاهد متعبدِ

مع احتلال بغداد من قبل المغول عام 656ه/ 1258م بدأت المرأة تتلفع بالعباءة السوداء والبوشي، خشية الخطف من قبل المحتلين الذين كانوا يتخيرون الجميلات للخطف !

مع الهجمة الإسلامية وتصاعد المد الاسلامي بدأ استخدام الحجاب بشكله الحالي..

طيلة دراستي في جامعة بغداد حتى عام تخرجي 1970 لم تكن بيننا طالبة محجبة سوى واحدة لا غير، وكانت عضواً في جمعية الأخت المسلمة !!

كانت المرأة في الخمسينات أكثر أناقة وسافرة وتلعب تنس بالشورت..

أعتقد أن السفور سيرجع مع عودة العلمانية .

 

والآن مع عينات السلفيين الذين يعتمدون النقل :

(م) أفيقول الله في قرآنه ورسوله صلى الله عليه وسلم في سنته بالحجاب للمرأة وليس للرجل ثم نقول رأياً !!!

"وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم"

 

(خ) إن قطع الطريق على النقاش بالعودة على ما يفهم كتاب الله، أين آية الحجاب.. المخاطبة لزوجات الرسول فقط.. راجع التفاسير، أتعلم أن هناك آخر أطروحة دكتواراه في موضوع الحجاب من الأزهر تنفي كونه فرضاً أتعلم أن شيخ الأزهر طنطاوي عند زيارته لإحدى المدارس نها المتنقبات عن التنقب وقال بالحرف : ليس من الإسلام في شيء ! أرجوك أن تراجع مداخلة الأستاذ سمير، وتعقيبي على مداخلته.. لمَ الخوف من إعمال العقل ؟!

 (م المشارك السابق نفسه) من شيخ الأزهر مقارنة بالأئمة الأربعة !!!

وليس المقام في سرد زلاته .

"يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفوراً رحيماً" .

 (خ) مادام الأمر هكذا لك أن تتجه وتخاطب وتناقش شيخ الأزهر.. وما كنت أعرف أنك تفوق شيخ الأزهر مرجعية.. إذن لماذا لا تترك النقل المشكوك به إلى العقل لأن لا إمام سوى العقل.. فإن تر في العقل شك فأنا لا أناقشك لأن النقاش معك لا فائدة منه ولأن الخطين المتوازيين لايلتقيان مهما امتدا.. فلا طائل ممن يؤمن بالعقل مع من يؤمن بالنقل..

ملاحظة : أكتفي بهذا القدر مما يسمح به المجال معتذراً من بقية الأصدقاء المؤتلفين والمختلفين.. شاكرا لهم التزامهم بأدب الحوار .

21آذار 2022

 

 

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2024 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2024 Copyright, All Rights Reserved